ما هي ظاهرة النينو
ظاهرة النينو (niño)، أو ما يُعرف أيضًا بـ "التذبذب الجنوبي للنينو"، هي ظاهرة مناخية تحدث بشكل دوري في المحيط الهادئ الاستوائي، وتؤثر على أنماط الطقس والمناخ في مناطق مختلفة من العالم. تتسبب هذه الظاهرة في زيادة حرارة سطح المحيط الهادي، وتؤدي إلى تغيرات في التيارات الهوائية والهطول المطري على مستوى العالم.
عندما تحدث ظاهرة النينيو، يتم تسخين مياه المحيط الهادئ بشكل غير عادي في المنطقة المركزية والشرقية منه، مما يؤثر على التيارات الهوائية ونمط التساقط المطري. يمكن أن تؤدي هذه التغيرات إلى فيضانات في بعض المناطق وجفاف في مناطق أخرى، وتغيرات في درجات الحرارة السطحية في عدة مناطق حول العالم.
ظاهرة النينا
عكس ظاهرة النينو، توجد ظاهرة أخرى تُعرف بـ "النينا". ظاهرة النينا هي ظاهرة مناخية تحدث في المحيط الهادئ، تتميز بانخفاض درجات حرارة سطح المياه في منطقة استوائية معينة من المحيط الهادئ الشرقي. يترتب عن ذلك تأثيرات جوية على مستوى العالم، مثل زيادة الأمطار في بعض المناطق وجفاف في مناطق أخرى. تعتبر ظاهرة النينا جزءًا من ظاهرة النينو-نينا، والتي تتأثر بها أنماط الطقس والمناخ في مناطق عديدة حول العالم، وتؤدي إلى ظواهر مناخية معاكسة تقريبًا لتلك التي تحدث خلال ظاهرة النينو.
أسباب ظاهرة النينو
ظاهرة النينو تحدث نتيجة لتغيرات في درجات حرارة سطح المحيط الهادئ الاستوائي، وتعود أسبابها إلى التفاعل بين الغلاف الجوي والمحيط والتيارات البحرية. تحدث ظاهرة النينو بانتظام كل عدة سنوات وتستمر لعدة أشهر. السبب الرئيسي لحدوثها هو انكسار التيارات الرئيسية في المحيط الهادئ (التيار البيريوفي) بشكل غير عادي، مما يؤدي إلى تسخين سطح المياه بشكل غير عادي في المنطقة الاستوائية الغربية من المحيط الهادئ.
آثار ظاهرة النينو
تعد ظاهرة النينيو واحدة من أخطر الظواهر المناخية على سطح الأرض، لأنها تسبب الكثير من التغيرات المناخية، والكوارث الطبيعية، بل وتؤثر على الزراعة والاقتصاد أيضًا. وهذه هي بعض هذه التأثيرات:
- زيادة هطول الأمطار: تسبب ظاهرة النينو في زيادة كميات الأمطار في بعض المناطق، مثل أستراليا الشمالية وجنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، في حين تتسبب في جفاف في مناطق أخرى مثل شرق أفريقيا وشمال أمريكا الجنوبية.
- تغيرات في درجات الحرارة: قد ترتفع درجات الحرارة في بعض المناطق وتنخفض في مناطق أخرى نتيجة تأثيرات ظاهرة النينو على الطقس.
- زيادة في عدد العواصف الاستوائية: يمكن أن تزيد ظاهرة النينو من عدد العواصف الاستوائية في المحيط الهادئ.
- تأثيرات على الزراعة والثروة الحيوانية: قد تؤثر ظاهرة النينو سلباً على الزراعة والثروة الحيوانية في بعض المناطق نتيجة لتغيرات في الأمطار ودرجات الحرارة.
- تأثيرات على أنماط التيارات الهوائية: يمكن أن تؤدي ظاهرة النينو إلى تغييرات في أنماط التيارات الهوائية حول العالم، مما يؤثر على الطقس والمناخ بشكل عام.
- تأثيرات على الصحة العامة: يمكن أن تؤثر ظاهرة النينو على الصحة العامة من خلال زيادة حدوث بعض الأمراض مثل حمى الضنك والملاريا نتيجة لتغيرات في البيئة والبيئة المائية.
- زيادة في حدوث الفيضانات والانهيارات الأرضية: قد تسبب ظاهرة النينو في زيادة حدوث الفيضانات والانهيارات الأرضية في بعض المناطق نتيجة لزيادة في كميات الأمطار.
- تأثيرات على الاقتصاد: قد تؤثر ظاهرة النينو على الاقتصاد من خلال تأثيرها على الزراعة والصيد والسياحة وغيرها من القطاعات الاقتصادية التي تعتمد على البيئة.
- تأثيرات على النظم البيئية البحرية: يمكن أن تؤثر ظاهرة النينو على النظم البيئية البحرية مثل الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية نتيجة لتغيرات في توازن البيئة البحرية.
- تأثيرات على الصيد البحري: قد تؤثر ظاهرة النينو على الصيد البحري بسبب تغيرات في درجات حرارة سطح المياه وتأثيرها على توزيع الأسماك.
هذه بعض الأمثلة على التأثيرات التي يمكن أن تسببها ظاهرة النينو، ويمكن أن تتفاوت هذه التأثيرات حسب المنطقة والزمان. والتي قد تؤثر أيضا على عدة جوانب مختلفة من الحياة والبيئة.
الآثار الصحية لظاهرة النينو
ظاهرة النينو قد تسبب تغيرات في الظروف البيئية، مما قد يؤدي إلى ظهور أو انتشار بعض الأمراض. من الأمثلة على ذلك:
- حمى الضنك: يمكن أن تزيد ظاهرة النينو من انتشار البعوض المحمولة لفيروس الضنك، نتيجة لزيادة في كميات الأمطار وتكاثر البعوض في المناطق الرطبة.
- الملاريا: قد تزيد ظاهرة النينو من انتشار مرض الملاريا، نظرًا لتأثيرها على توزيع البعوض المسببة للمرض.
- التهاب الرئة: قد تزيد ظاهرة النينو من حدوث التهاب الرئة، نتيجة لتغيرات في درجات الحرارة والرطوبة التي قد تؤثر على نمو البكتيريا المسببة للمرض.
- الأمراض الجلدية: قد تزيد ظاهرة النينو من انتشار بعض الأمراض الجلدية مثل الجرب والفطريات، نتيجة لتغيرات في الرطوبة والحرارة التي تؤثر على نمو الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض.
- الأمراض المعدية الأخرى: إن ظاهرة النينيو تؤدي إلى زيادة انتشار الأمراض المعدية الأخرى مثل الكوليرا والحمى الصفراء نتيجة لتغيرات في الظروف البيئية والصحية.
تلك بعض الأمثلة على الأمراض التي قد تسببها ظاهرة النينو نتيجة لتغيراتها في البيئة والظروف الجوية. تحدث هذه الظواهر بشكل عام وتختلف تأثيراتها حسب المنطقة والبيئة المحيطة.
تلوث الهواء
ظاهرة النينو قد تؤثر على جودة الهواء بطرق مختلفة، على الرغم من أن تأثيرها يعتمد على العوامل المحلية والإقليمية. إليك بعض الطرق التي قد تؤثر بها ظاهرة النينو على تلوث الهواء:
- حرائق الغابات: تزيد ظاهرة النينو من احتمالية نشوب حرائق الغابات في بعض المناطق، نتيجة للجفاف الزائد وارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى انبعاثات كبيرة من الدخان والجسيمات الضارة في الهواء.
- ارتفاع درجات الحرارة: قد تزيد ظاهرة النينو من درجات الحرارة في بعض المناطق، مما يؤدي إلى زيادة تشغيل أجهزة التكييف والسيارات، مما يزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والجسيمات الضارة.
- تغيرات في هطول الأمطار: قد تسبب ظاهرة النينو في تغيرات في نمط الأمطار، مما يؤثر على مستويات الرطوبة وتشكل الضباب والدخان في الهواء، وهذا يؤثر على جودة الهواء.
- تأثيرات على الصناعات والمرافق الصناعية: قد تؤثر ظاهرة النينو على عمليات الإنتاج والتشغيل في الصناعات، مما قد يزيد من انبعاثات الملوثات الهوائية من المصانع والمرافق الصناعية.
- تأثيرات على حركة المرور: يمكن أن تؤثر ظاهرة النينو (التذبذب الجنوبي) على حركة المرور وزيادة استخدام وسائل النقل الخاصة، مما يؤدي إلى زيادة في انبعاثات غازات العادم.
تلك بعض الطرق التي يمكن أن تؤثر بها ظاهرة النينو على تلوث الهواء، والتي توضح كيف أن التغيرات المناخية قد تؤثر على جودة الهواء وصحة البيئة.
كم تدوم ظاهرة النينو
ظاهرة النينو (التذبذب الجنوبي) لا تتبع دورة زمنية ثابتة، وقد تختلف مدتها من حالة إلى أخرى. عادةً ما تستمر ظاهرة النينو لعدة أشهر، وتتراوح مدتها بين 9 إلى 12 شهرًا تقريبًا، ولكن قد تستمر لفترات أطول أو أقصر حسب الظروف البيئية. يمكن أن تكون ظاهرة النينو جزءًا من سلسلة من التغيرات المناخية الطبيعية تعرف بظاهرة النينو-نينا، حيث تعقب ظاهرة النينو غالبًا فترة من تبريد سطح المياه في المحيط الهادئ تعرف بظاهرة النينا.
التأهب لظاهرة النينو
للأسف، لا يمكننا التحكم مباشرة في حدوث ظاهرة النينيو لأنها تعتمد على عوامل طبيعية كبيرة ومعقدة. ومع ذلك، هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتكيف مع تأثيراتها المحتملة:
- نظم الإنذار المبكر: تحسين نظم الإنذار المبكر لمساعدة الدول المتأثرة على التكيف مع تأثيرات ظاهرة النينو، مثل اتخاذ إجراءات للحد من الفيضانات أو الجفاف.
- تحسين إدارة الموارد المائية: تطوير استراتيجيات لإدارة الموارد المائية بشكل أفضل لتلبية الاحتياجات في حالات زيادة أو نقص في كميات الأمطار.
- تعزيز الزراعة المستدامة: تشجيع مزارعين على استخدام تقنيات زراعية مستدامة تقلل الاعتماد على المياه وتحسن قدرتهم على التكيف مع التغيرات المناخية.
- توعية الجمهور: تثقيف الناس حول ظاهرة النينيو وتأثيراتها المحتملة للمساعدة في التخطيط واتخاذ القرارات الصحيحة خلال فترات الظاهرة.
- تعزيز البحث والمراقبة: دعم البحث العلمي وتطوير أنظمة المراقبة لفهم أفضل لتأثيرات ظاهرة النينو وتوقعاتها لمساعدة الحكومات والمجتمعات على التكيف بشكل أفضل.
على الرغم من أننا لا نستطيع تجنب حدوث ظاهرة النينو، إلا أن تنفيذ هذه الإجراءات يمكن أن يساعد في التخفيف من تأثيراتها السلبية وتعزيز قدرة الناس على التكيف معها.
مبادرات منظمة الصحة العالمية للحماية من ظاهرة النينو
تهتم منظمة الصحة الدولية بتقديم الدعم والإرشادات للدول المتأثرة بظاهرة النينو لمساعدتها على التكيف مع التأثيرات الصحية المحتملة. وتتضمن استجابتها عادة تقديم معلومات دقيقة وموثوقة حول تأثيرات ظاهرة النينو على الصحة والوقاية من الأمراض المحتملة. تقدم منظمة الصحة أيضا الدعم الفني والاستشارات للدول المتأثرة لتحسين نظم الرصد الصحي والتأهب لمواجهة الأزمات الصحية. وتقدم أيضا الإرشادات والتوجيهات للمهنيين في مجال الصحة حول التشخيص والعلاج والرعاية للحالات الصحية المرتبطة بظاهرة النينو. تقوم المنظمة أيضا بالتعاون مع منظمات ووكالات أخرى لتوفير المساعدة الإنسانية والدعم اللازم للدول المتأثرة.
تتفاوت استجابة منظمة الصحة العالمية تبعًا للحالة الخاصة والاحتياجات المحددة لكل بلد، وتتعاون المنظمة أيضًا مع الجهات المحلية والإقليمية والدولية لتعزيز الاستجابة والتكيف مع ظاهرة النينو.
وفي الختام: تعد ظاهرة النينو ظاهرة مناخية طبيعية تحدث في المحيط الهادي، وتؤثر على أنماط الطقس والمناخ حول العالم. تتسبب ظاهرة النينو في تغيرات في درجات حرارة سطح المياه في المحيط الهادئ، مما يؤدي إلى تأثيرات جوية وبيئية متنوعة. من المهم فهم هذه الظاهرة وتأثيراتها المحتملة، واتخاذ الإجراءات الوقائية والتكيفية اللازمة للتعامل معها بشكل فعال. تحديث نظم الإنذار المبكر وتعزيز التوعية العامة بأهمية الاستعداد لتأثيرات ظاهرة النينو يمكن أن يساهم في تقليل تأثيراتها السلبية على البيئة والمجتمعات.