كيف نحصل على الإنترنت
سنجيب في هذا المقال على سؤال مهم جدًا وهو: من أين يأتي الإنترنت؟ إذا سألتك الآن كيف تحصل على الإنترنت الذي يسمح لك بقراءة هذا المقال على جوجل؟ قد تكون إجابتك أن هذه البيانات مصدرها جهاز الراوتر المتصل بشبكة الإنترنت، ولكن ما هو المصدر الذي يرسل الإنترنت إلى هذا الجهاز؟ قد تكون إجابتك أنك متعاقد مع شركة اتصالات أو انترنت ترسل لك الانترنت. حسنًا، إذا من أين تحصل شركات الإنترنت عليه؟ قد تكون إجابتك حينها أنهم يحضرون الانترنت عن طريق مصدر رئيسي في العالم.
في الحقيقة، هذه النظرة سطحية جدًا في فهم الإنترنت. نحن لا نحصل على شبكة الإنترنت من مصدر معين أو من دولة معينة مثلما يعتقد البعض، والحقيقة مختلفة تمامًا عن ذلك. فلا يمكن لأي دولة أن تمتلك الإنترنت أو توزعه على العالم كله، أو تتسبب في انقطاع الإنترنت عن دولة معينة أو مكان معين، لأن الإنترنت لا يمكن أن يكون ملكا لجهة معينة. الإنترنت مبني على المشاركة والملكية الجماعية، وهذا البناء هو ما جعل الإنترنت يصل إلى شكله الحالي، وسنوضح ذلك فيما يلي.
متى اخترع الانترنت ومن اخترعه
تعود قصة الإنترنت إلى خمسينيات القرن الماضي، وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية (USA). في هذا الوقت، كان الهدف الرئيسي هو ربط بعض الحواسيب ببعضها، حتى ولو على المدى القصير، بهدف خدمة الجنود في حالة حدوث حرب. لهذا الغرض، شكلت وزارة الدفاع الأمريكية وكالة مشاريع البحث المتقدمة المعروفة باسم "ARPA". كان هدف الوكالة هو إنشاء شبكة أساسية تربط الحواسيب ببعضها.
بحلول عام 1960، نجحت الوكالة في هذه المهمة وأنشأت شبكة مراسلة أطلقوا عليها اسم "ARPANET". استطاعوا إرسال رسالة من الحاسوب في جامعة كاليفورنيا إلى حاسوب في معهد للبحوث في نفس الولاية. كانت هذه الحادثة هي بداية نشوء الإنترنت، والتي على أساسها بني كل شيء له علاقة بالانترنت وخدماته.
ما هو مصدر الانترنت
الانترنت (Internet) ليس له مصدر يتدفق منه، كما يعتقد البعض. الإنترنت لا يتحرك في اتجاه واحد، بل هو نظام ارسال واستقبال. الانتر نت عبارة عن الشبكة العالمية التي تسمح بتبادل المعلومات بين دول مختلفة.
كيف يعمل الانترنت
ترتبط دول العالم ببعضها بواسطة الإنترنت عبر الكوابل البحرية أو الأقمار الصناعية أو أي وسيلة ربط أخرى. وعادةً ما يكون الأمر معتمدًا على الكوابل بشكل أساسي. تتحرك هذه الكوابل في الصحاري والجبال وحتى في البحار والمحيطات. طرفي هذه الكوابل متصل بخوادم (سيرفرات - Servers) تتبع مجموعة من البروتوكولات المشتركة والموحدة لتمكين هذه الأجهزة من التفاهم بعضها البعض وضمان التواصل الفعّال والسلس. عندما تدخل هذه الكوابل إلى الدولة، تبدأ في التفرع إلى فروع متعددة تتقسم بين شركات الإنترنت الكبيرة الموجودة داخل هذه الدولة، وتقوم كل شركة بإنشاء شبكة خاصة بها.
من يسيطر على الانترنت في العالم
لا يوجد شخص أو دولة تمتلكان الإنترنت. يمكننا القول إن الولايات المتحدة هي التي اخترعت الإنترنت، ولكن حتى لو اختفت الولايات المتحدة من العالم، سيبقى الإنترنت كما هو. فإذا كان هناك شخص من مصر يرغب في التواصل مع شخص من السودان، سيتمكن من ذلك بكل سهولة، لأنهما مرتبطان بشبكة ليس لها علاقة بأمريكا. ولكن إذا انقطع الاتصال مع أمريكا، ستختفي وسائل تواصل مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها، ولكنها مجرد مواقع موجودة على الإنترنت وسط ملايين المنصات الأخرى. يمكن لأي دولة أن تنشئ منصاتها الخاصة، وبالمناسبة هناك العديد من الدول مثل الصين التي تمتلك منصاتها الخاصة بالفعل.
وفي الختام، لا يوجد مصدر للإنترنت، ولا يوجد أحد يمتلكه. إن شبكة الإنترنت ملك للجميع، وبهذا نكون قد جاوبنا على سؤال: من اين ياتي الانترنت.