المجموعة الشمسية
تنقسم كواكب المجموعة الشمسية إلى كواكب داخلية (صخرية)، وكواكب خارجية (غازية) يفصل بينها حزام الكويكبات. وفيما يأتي سنتحدث عن خصائص كل منها.
الكواكب الداخلية
يطلق على الكواكب الأربعة الأقرب إلى الشمس اسم "الكواكب الصخرية".
يوجد الكثير من أوجه الشبه ما بين عطارد، والزهرة والمريخ وكوكبنا كوكب الأرض. فجميعها كواكب صغيرة نسبيًا وكثيفة، وذات سطح صخري. ولكن - على حد علمنا- فإن الأرض هي الكوكب الوحيد الذي تدب فيه الحياة.
عندما تكونت الكواكب الداخلية منذ مليارات السنين، كانت تحتوي على الكثير من الثلوج والغازات. ثم أطلقت الشمس أشعتها التي عصفت بالمواد الخفيفة، مخلّفة الصخور.ش
كانت السنوات الأولى قاسية على الكواكب الداخلية، حيث كانت ثمة صخور كبيرة - هي النيازك - تقصفها مُخَلّفة وراءها فوهات على أسطح تلك الكواكب. ومع مرور الوقت، كونت كواكب الزهرة والأرض والمريخ أغلفة جوية. وتكفلت عوامل الطقس وتأثير المياه والثورات البركانية بإزالة تلك الآثار من على أسطحها، فلا تظهر تلك الفوهات القديمة جدًّا والتي تنتمي إلى حقبة مبكرة من تاريخ تلك الكواكب إلا على كوكب عطارد الذي ليس له غلاف جوي تقريبًا.
والجرم الوحيد من المجموعة الشمسية الذي سار عليه الإنسان خارج الأرض هو القمر كما أننا أرسلنا مركبات فضائية بدون طيار إلى كافة الكواكب الداخلية وتمكنا من وضع خرائط لسطحها، وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا يزال هناك الكثير الذي لم نعرفه بعد عن جيراننا الصخريين.
عطارد
الكوكب عطارد الصغير أكبر قليلاً من القمر الأرضي وهو أقرب الكواكب إلى الشمس. تظهر على سطحه آثار النيازك التي ضربت ولا يوجد به سوى آثار لغلاف جوي في أثناء النهار تكون درجة الحرارة عليه حارقة حيث تصل إلى 430 درجة مئوية على سطحه، أما في الليل، فتنخفض درجة الحرارة لتصل إلى مرحلة التجمد حيث تكون 180 درجة مئوية تحت الصفر، وتلك الأيام والليالي تكون طويلة أيضًا، ذلك أن كوكب عطار يدور ببطء حول نفسه بحيث أن اليوم الواحد في عطارد يعادل 176 يومًا أرضيًا.
الزهرة
ثاني كوكب من الشمس وكوكب الزهرة أصغر قليلاً من كوكبنا وهو مثل الأرض له غلاف جوي سحابي كثيف ولكن تلك السحب تخبئ وراءها كوكبًا مختلفًا تمامًا، فكوكب الزهرة يعد بمثابة فرن سام وحار، فغلافه الجوي الكثيف يحبس الحرارة بداخله بحيث أن درجة الحرارة داخله تصل إلى 462 درجة مئوية، أي أنها حارة بما يكفي لإذابة الرصاص، كما أن الضغط الجوي يصل إلى 90 ضعف ضغط الأرض، وهو ضغط كافٍ لسحق جسم الإنسان. والواقع أن تلك السحب الكثيفة تسقط أمطارًا، ولكنها أمطار من حمض الكبريت، لن ترغب حقًا في زيارة كوكب الزهرة.
الأرض
هي كوكبنا الأم وترتيبها الثالث من الشمس، ودرجة الحرارة على سطح كوكب الأرض مناسبة للحفاظ على الماء في صوره الثلاث: الثلج والسائل والبخار. تحتل المحيطات ثلثي مساحة الأرض، كما أن الغلاف الجوي للأرض الغنية بالأكسجين يقوم بإعادة تدوير الماء ويحمل أرضًا في الوقت ذاته من الشهب المتساقطة ومن أشعة الشمس القاتلة. تتحرك كتل اليابسة على سطحه في حركات بطيئة ومنتظمة ومحمولة على ألواح صخرية، ويعد كوكب الأرض هو الموطن المثالي للبشر.
المريخ
هو الكوكب الرابع من الشمس وحجم المريخ يبلغ نصف حجم الأرض. سطحه شديد البرودة وهو في معظمه عالم جاف يغطي سطحه رمال مخضبة بلون الصدأ الأحمر بسبب الحديد. غلافه الجوي الرقيق وسحبه الغلالية تتكون في معظمها من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي لا يمكن تنفسه. تضاريسه مفعمة بالحركة، فهو يحتوي على أكبر بركان في مجموعتنا الشمسية والذي يطلق عليه اسم أوليمبس مونز، كما يحتوي على أخدود هائل يطلق عليه اسم "وادي مارينر" يصل عمقه إلى 8 كم. وقد ظن العلماء في البداية أن تلك المسارات الضحلة الموجودة على سطحه قد تكون قيعان أنهار قديمة، ولكنهم اكتشفوا في عام 2015 أن تلك المسارات كانت أنهارا من الماء بالفعل تظهر عندما تكون درجة الحرارة دافئة بما يكفي، وتختفي عندما تصبح درجة الحرارة باردة ويدرس العلماء في الوقت الحالي كيف أن هذا الماء يمكن أن يدعم الحياة على المريخ في المستقبل.
الكواكب الخارجية
تختلف الكواكب الخارجية من المجموعة الشمسية تمامًا عن جيرانها من الكواكب الداخلية حيث تدور أربعة كواكب هائلة الحجم تتألف من الثلوج والغازات بعيدًا عن الشمس.
عندما تكون النظام الشمسي من الغازات والغبار أبقت حرارة الشمس الكواكب الداخلية جافة وصخرية، ولكن بعيدًا عن الشمس كانت درجات الحرارة باردة بما يكفي حتى أن غازات مثل النيتروجين والميثان تجمدت حول النواة الصخرية لتلك الكواكب، ومع نمو الكواكب الخارجية اجتذبت جاذبية تلك الكواكب إليها غازات الهيدروجين والهيليوم التي دارت حولها على هيئة أغلفة جوية عميقة وعاصفة.
يعد كوكب المشتري هو ملك تلك الكواكب الغازية العملاقة؛ فهو أكبر من كافة الكواكب الأخرى مجتمعة ولكل من الكواكب الخارجية حلقات، ولكن حلقات زحل على وجه الخصوص براقة ورائعة كوكبه أورانوس ونبتون أثر حجمًا ولكنهما لا يزالانها اليه الحجم ومتجمدين في مداريهما البعيدين تتميز الكواكب الخارجية بأقمارها الكثيرة حيث لها 170 قمرًا وفقًا لآخر الإحصاء، ويصل حجم بعض هذه الأقمار إلى حجم الكواكب الصغيرة.
المشتري
كوكب المشتري الهائل الحجم يمكنه أن يحمل داخل جسمه الغازي 1400 نسخة من كوكب الأرض. يقع مدار مشتري على بعد 5.2 وحدة فلكية من الشمس، وتستغرق دورته الواحدة حول الشمس 12 عامًا، وعلى الرغم من ذلك فأيامه قصيرة، حيث أن المشتري يدور حول نفسه مرة كل 9.9 ساعة وتهب عواصف بحجم الأرض على غلافه الجوي العاصف وتمكننا من رؤية واحدة من عواصفه الهائلة الحجم يطلق عليها اسم البقعة الحمراء العظيمة مستمرة منذ مئات السنين.
*ملاحظة : الوحدة الفلكية الواحدة تعادل المسافة بين الأرض والشمس.
زحل
حلقات زحل اللامعة تجعله من أجمل الأجرام السماوية في مجموعتنا الشمسية، وهو كوكب عملاق يصل حجمه إلى 763 ضعف حجم الأرض، ولكنه ليس كثيفًا فإن كان لدينا حوض استحمام كبير بما يكفي لطفَا زحل فيه. يقع مدار زحل على بعد 9.5 وحدة فلكية من الشمس، وتستغرق دورته الواحدة حول الشمس 29 سنة، ولكنه مثل المشتري يدور بسرعة حول نفسه، ويومه يستغرق 10 ساعات فقط. تتكون حلقاته السبع من مليارات الجزيئات الثلجية والصخرية وتمتد لمئات الآف الأميال.
أورانوس
يقع مدار أورانوس على بعد 19 وحدة فلكية من الشمس، ولم يتم اكتشافه حتى رصده عالم الفلك ويليام هرشل من تلسكوبه في عام 1781 ، وهو بعيد للغاية حيث تستغرق دوره واحدة حول الشمس 84 سنة وهو أكبر 63 مرة من الأرض.
يتميز أورانوس بلونه الأزرق الغني نظرًا لوجود الميثان في غلافه الجوي الجليدي. وعلى عكس الكواكب الأخرى فهو يدور على جانبه بحيث أن أحد قطبيه يكون مواجهًا للشمس والآخر يكون في الاتجاه المقابل بعيدًا عن الشمس. يعتقد العلماء أن جسمًا هائلا قد اصطدم به في الماضي وجعله يميل على جانبه.
نبتون
نبتون كوكب بعيد للغاية حيث يبعد 30 وحدة فلكية عن الشمس بحيث أنه لا يمكننا رؤيته بالعين المجردة. اكتشف في عام 1846، حيث قام اثنان من علماء الرياضيات بحساب موقعه بناءً على تأثيرات جاذبيته على أورانوس. يصل حجم ذلك العملاق الأزرق إلى 57 ضعف حجم الأرض، ويدور حول الشمس مرة كل 164 سنة لا نعرف الكثير عن ذلك الكوكب، ولكننا نعرف أنه كوكب عاصف كما أن سرعة الرياح عاصفة تصل إلى ما يزيد على 2000 كم/ساعة.
بلوتو وأبناء عمه
في يوم من الأيام كنا نعتقد أن بلوتو كوكب رئيسي. ولم يكتشف ذلك العالم الثلجي الصغير إلا بالتلسكوب عام 1930، حيث يقع مداره على بعد 39 وحدة فلكية في المتوسط من الشمس. إلا أنه في عام 2006 وضع علماء الفلك تعريفًا جديدًا للكوكب، وأعادوا تصنيف بلوتو ليصبح من الكواكب القزمة. والواقع أنه ضمن خمسة كواكب قزمة فيوجد غيره: "سيريس" الواقع بين المريخ والمشتري، وأريس وميكميك وهوميا، والتي تسبح في حلقة بعيدة من الثلوج والصخور تقع على حافة النظام الشمسي. وتعرف هذه الحلقة باسم حزام كايبر، وتحمل مئات الآلاف من الأجرام الصخرية ذات حجم معقول.