الثدييات
الثدييَّات(mammals) فقاريات ذات دم حار، يغطي أجسامها الشعر وتنتج اللبن من غدد خاصة لإطعام صغارها. وحتى الآن توصل العلماء إلى ما يزيد على 5000 نوع من الثدييات.
فئران الهامستر والخيول وأفراس النهر والبشر كلها أمثلة على الثديات. ويتنوع شعر الثدييات مثلما يتنوع ريش الطيور. فبعض الثدييات ينمو لها فراء كثيف. الأرنب على سبيل المثال لديه ما يزيد على 123 ألف شعره في كل 6.5 سم مربع على جسمه. وبعض الحيوانات الأخرى، مثل فئران الخلد ينمو لها القليل جدًّا من الشعر. وحتى الثديياتُ التي تعيش في الماء، مثل الحيتان، ينمو لها شعر في فترة معينة من حياتها.
تنقسم الثدييّات إلى ثدييات برية، وثدييات بحرية.
الثدييات البرية
جميع الثدييات تقريبًا تلد ولا تبيض، كما ترضع إناث الثدييات اللبن لصغارها وتعتني بها حتى تصل إلى العمر الذي تتمكن فيه من البحث عن طعامها بنفسها. تنمو صغار الذَّبابة القزمة على سبيل المثال في ثلاثة أسابيع فقط. أما صغار الشمبانزي، فتظل معتمدة على أمهاتها حتى تبلغ الخامسة من العمر، وبعدها تمكث مع الأم بضع سنوات كي تتعلم كيفية العناية بنفسها وكيفيه العناية بصغار الأم الجدد.
العمود الفقري العظمي
تتميز الثدييات كافة بوجود عمود فقري يتألف من العظام المنفصلة المتصلة التي يطلق عليها اسم الفقرات. ولكن عدد الفقرات يختلف من نوع لآخر.
معظم الثدييات تقريبًا لها سبع فقرات في أعناقها. أما حيوان الكسلان ذو إصبعي القدمين، وحيوان ثديي بحري آخر يطلق عليه اسم خروف البحر فلديهما ست فقرات فقط. أما الكسلان ذو الأصابع الثلاثة في قدميه؛ فلديه ما قد يصل إلى عشر فقرات. والعمود الفقري أساسي للأنواع كافة، وتجري به مجموعة من الأعصاب التي يطلق عليها اسم الحبل الشوكي. وتحمل هذه الأعصاب الرسائل من المخ إلى باقي أجزاء الجسم.
الثدييات المشيمية
تنمو صغار الثدييات المشيمية داخل جسم الأم حتى موعد الولادة. وترتبط الصغار بعضو يطلق عليه اسم المشيمة أثناء وجودها داخل جسم الأم. وهذا العضو ينمو خصيصًا كي يصل الصغير بالدورة الدموية للأم، حتى يحصل الصغار على الأكسجين والعناصر الغذائية. إن الأبقار والكلاب والسناجب هي أمثلة على الثدييات المشيمية. تنتمي ما يقرب من 95% من الثدييات إلى هذه المجموعة.
الجرابيات
الجرابيات ثدييات تلد صغارًا حية لم يكتمل نموها بعد. تنمو هذه الصغار داخل جسم الأم بضعة أسابيع. وبعد الولادة، تنتقل الصغار إلى جراب موجود في جسم الأم. وهناك يشرب الصغار الحليب الذي يفرزه جسم الأم، ويستمر نموها حتى يكتمل تمامًا، وعندها تخرج الصغار من الجراب.
ينتمي كل من الكنغر والأبوسوم والكوالا إلى الجرابيات. وصغير الكنغر هذا عند الولادة لا يزيد حجمه على قطع الحلوى الصغيرة. ويستمر نموه داخل جراب الأم، ويبلغ صغير الكنغر في استكشاف العالم خارج الجراب عندما يبلغ من العمر تسعة أشهر.
البر والبحر
تتحرك الثدييات بسهولة في البر والبحر. يسبح خلد الماء تحت الماء، ويجدف بقدميه الأماميتين المكففتين ويحدد اتجاهه عن طريق الذيل. ويساعده منقاره الحساس في العثور على الديدان والأطعمة الأخرى. أما القندس، في الأسفل، فيتحرك كذلك ما بين البر والبحر بأقدامه المكففة وذيلهه الذي يغير اتجاهه. وعندما يشعر بالخطر، يضرب الماء بذيله العريض المسطح لتحذير الآخرين.
أصغر الثدييات وأكبرها
أصغر الثدييات على وجه الأرض هي الخفافيش الطنانة، وحجمها صغير للغاية يقترب من حجم النحلة، حيث أن طول الخفاش الطنان يكاد يصل إلى 2,5 سم! أما وزنه فلا يزيد على (1,4 جم). أما أكبر الثدييات على وجه الأرض فهو الفيل الأفريقي. حيث يصل ارتفاع هذا النوع إلى (4 م)، أما وزنه فيصل إلى 6350 كجم، أي ما يعادل وزن أربع سيارات.
داخليات الحرارة
يطلق العلماء على الحيوانات ذات الـدّمَـاء الحارة اسم داخليات الحرارة. تعتبر الثدييات من الحيوانات داخليّة الحرارة، ذلك أن حرارتها تنبعث من داخل أجسامها. الثدييات تشبه الزواحف في قدرتها على التحرك ما بين الأماكن الحارة والباردة للتحكم في درجة حرارتها. وعلى عكس الزواحف، تتعرق كثير من الثدييات للتخلص من حرارة جسمها الزائدة. بعض الثدييات تتنفس بصعوبة أو تلهث تماسًا للبرودة. وقد ترتعد الثدييات أيضًا لتوليد الحرارة عندما تشعر بالبرودة.
وحيدات المسلك
توجد مجموعة صغيرة من الثدييات التي تبيض ولا تلد. وهي معروفة باسم وحيدات المسلك. وتعني هذه الكلمة "ذوات الفتحة الواحدة". تتشابه وحيدات المسلك مع الزواحف والطيور في وجود فتحة واحدة في الجزء الخلفي من أجسامها. وتُستخدم هذه الفتحة في تخليص الجسم من المخلفات وفي وضع البيض. خلد الماء والنضناض هما وحيدا المسلك الوحيدان، وتضع إناثهما بيضًا جلديا يفقس في خلال 10 أيام.
الحوافر
يوجد لدى ما يقرب من 1000 نوع من الثدييات حوافر صلبة في أقدامها يطلق عليها اسم الحوافر. الحصان لديه حافر في كل قدم، أما الأيل فلديه اثنان ووحيد القرن لديه ثلاثة. يعتقد أن الحوافر بدأت في صورة أصابع الأقدام منذ ملايين السنين، ثم تطورت تدريجياً حتى أصبحت على شكل حوافر في الوقت الحالي.
جين جودال
جين جودال هي عالمة بدأت في دراسة حيوانات الشمبانزي البرية في إفريقيا في عام 1960. وقد اكتشفت أن الشمبانزي لديه القدرة على صنع الأدوات اللازمة لصيد الطعام. ومنذ عام 1986 كرست حياتها لتعليم البشر الحفاظ على الحياة البرية والعمل على حماية الحيوانات وبيئاتها المعيشية.
الثدييات البحرية
ينبغي أن تتكيف الثدييات البحرية كذلك مع الأجواء الباردة، ذلك أن معظم مياه المحيط باردة، كما أن درجة حرارة الماء في المحيطين القطبي والشمالي قد تصل إلى -2 درجة مئوية، بحيث تكون الثلوج طافية على السطح. يتميز العديد من الأنواع بوجود طبقة سميكة من الدهون تحت الجلد، يطلق عليها اسم الشحم للحفاظ على دفئها.
أبقار البحر
عادة ما يطلق على الخيلانيات اسم أبقار البحر وهو اسم مناسب لها. فهي حيوانات كبيرة الحجم وبطيئة الحركة تتغذى على النباتات والأعشاب البحرية. وينتمي خروف الماء إلى الخيلانيات التي تعيش في البحار الأطلنطية الدافئة وفي خليج المكسيك. وقد يصل طول خروف الماء الذي يعيش في فلوريدا إلى 4 أمتار كما أن وزنه قد يصل إلى 600 كجم. وهو يستعين بشفته العلوية المطاطية لجمع طعامه. أما الأطوم فهو من الخيلانيات التي تعيش في المحيطين الهندي والهادي. وتتميز هذه الثدييات البحرية بوجود الزعانف مكان الأرجل الأمامية، كما أن أذيالها تقوم بعمل البدلات. ولا يوجد لهذه الثدييات الكثير من الشحم ولذلك فهي في حاجة دائمة إلى الماء الدافئ، كما أنها لا تخرج إلى اليابسة أبداً.
الحوتيات
الحوتيات من الثدييات البحرية التي تشبه الأسماك إلى حد كبير وتتضمن: الحيتان والدلافين وخنازير البحر. تطورت الأرجل الأمامية لتلك الثدييات وتحولت إلى زعانف، ولم يبقَ من الأطراف الخلفية إلا العظام المخبأة في أجسامها. ومثل الأسماك، تتميز الحوتيات بوجود زعانف على الظهر وبزعنفي الذيل على الجانبين.
تلد إناث الحيتان والدلافين وخنازير البحر تحت الماء وتساعد صغارها على الخروج إلى السطح كي يتنفسوا للمرة الأولى.
زعنفيات الأرجل
تنتمي الفقمة وأسد البحر والفقمة ذات الفراء والفظ إلى زعنفيات الأرجل. وتشير هذه الكلمة إلى أرجل الحيوانات التي تطورت مع مرور الزمن وتحولت إلى زعانف للسباحة. تصيد تلك الثدييات طعامها في المحيط، ولكنها تجر نفسها على الأرض أو على الثلوج العائمة للحصول على بعض الراحة وكي تلد صغارها. تتمتع الفقمة وأسد البحري والفقمة ذات الفراء بشحوم وفراء يقيها من البرد. أما الفظ فليس له فراء، ولكن سمك طبقة الشحم لديه يصل إلى 10 سم. وشوارب الفظ تساعده على العثور على المحار وبلح البحر في المياه العميقة، كما يستعين بأنيابه لكي يسحب نفسه من الماء إلى الثلج.
الدب القطبي
يعيش الدب القطبي في القطب الشمالي ويقسم وقته ما بين البر والبحر والفقمة هي الطعام الأساسي للدب القطبي، حيث تصيدها الدببة من فوق أرصفة الثلوج العائمة. عادةً ما تسبح الدبة القطبية على بعد مئات الأميال من اليابسة وهي تسبح عن طريق التبديل ببراثينها في الماء مع إبقاء أرجلها الخلفية في الخلف لتقوم بدور الدفة. ولبراثينها أصابع أقدام مكفوفة إلى حد ما. وفي الشتاء، تلد الأنثى داخل عرين محفور في الثلج. يتميز الدب القطبي بشحمه وفروه السميك الذي لا لون له على الإطلاق، لكنه يبدو باللون الأبيض لأن الفراغات ما بين الشعر تعكس الضوء الساقط عليه.
ثعالب الماء
يعيش ثعلب الماء في المياه الباردة شمال المحيط الهادئ، ولا يوجد لثعلب بالماء شحم تحت جلده، وإنما لديه فراء كثيف مقاوم للماء يحفظه من البرودة. تنمو لثعلب الماء حوالي مليون شعرة في كل بوصة مربعة من جسمه المغطى بالفراء. كما أن أقدامه المكففة تساعده على السباحة. يستطيع ثعلب الماء أن يسبح وهو طافٍ على ظهره. كما أن الثعلب الماء النائم يطفو على ظهره ويمكنه تثبيت نفسه بكتلة من الأعشاب.