الأقاليم الحيوية
الإقليم الحيوي هو مجتمع كبير يعيش فيه الكثير من الكائنات الحية التي تتشارك في المناخ المتشابه والظروف المعيشية المماثلة حول العالم.
قد تعرف عنوانك ومدينتك، ولكن هل تعرف ما هو إقليمك الحيوي؟
الإقليم الحيوي هو منطقة حيوية كبيرة. على سبيل المثال، الإقليم الحيوي الصحراوي هو المنطقة الحيوية التي تتميز بمناخها الحار الجاف. توجد الأقاليم الحيوية الصحراوية في إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا.
يحصي العلماء خمسة أنواع مختلفة من الأقاليم الحيوية: المائية، والصحراوية، والغابات، والحشائش، والتندرا.
تنقسم بعض الأقاليم الحيوية إلى نوعين أو أكثر، ويطلق عليها أسماء حسب أنواع النباتات الأساسية التي تنمو في كل منها. على سبيل المثال، يحمل الإقليم الحيوي في مناطق الغابات المطيرة الحارة الرطبة اسم الغابات الكثيفة الرطبة التي تنمو في هذه المنطقة. كما أن إقليم الغابات النفضية يحمل اسم الأشجار النفضية أو الأشجار الصنوبرية التي تنمو في تلك المنطقة.
ينقسم كل اقليم حيوي إلى عدد من المجتمعات الصغيرة التي يطلق عليها اسم البيئات الطبيعية. البيئة الطبيعية هي المكان الذي تعيش فيه الكائنات، وهي تتألف من جميع الكائنات الحية والمكونات غير الحية التي تجعل من تلك البيئة الموطن المناسب لكائن ما.
على سبيل المثال، تعتبر البركة هي البيئة الطبيعية للبط، فهي توفر له الطعام والماء والمأوى ومكانًا لتربية الصغار وهو تحديدًا ما يحتاج إليه البط.
الأقاليم الحيوية المهددة بالخطر
في جميع أنحاء العالم، أصبحت البيئات الطبيعية والأنواع المختلفة من الكائنات الحية معرضة للخطر؛ من القضاء على تلك البيئات، إلى إزالة الغابات، والتلوث، والإفراط في الاستخدام وغيرها من المشاكل الأخرى. ويعمل الكثيرون جاهدين للعثور على سبل للحفاظ على البيئة المعيشية مع استخدامهم الموارد مثل الأسماك والغابات.
الفراشات الملكية المهددة بالانقراض
في أوائل فصل الخريف، تهاجر الكثير من الفراشات الملكية في أمريكا الشمالية، فهي تتجه إلى الجنوب في أثناء فصل الشتاء. وعادة ما تقضي الفراشات الملكية الغربية شتاءها في كاليفورنيا، في حين تقضي الفراشات الملكية الشرقية شتاءها في فلوريدا، والباقي ينتقل إلى الغابات الصنوبرية في المكسيك، وهناك تعتلي الأشجار كي تتمكن من البقاء في ذلك الموسم البارد. وفي الربيع، تطير الفراشات إلى الشمال من جديد لوضع البيض.
إلا أن الهجرة المكسيكية للفراشات الملكية مهددة نتيجة إزالة الغابات وقطع الأشجار، حيث يقوم من يعيشون في البيئة الشتوية للفراشات الملكية بقطع الأشجار لبيع أخشابها، وكذلك لتسوية الأرض وتهيئتها للزراعة. يحاول الباحثون في الوقت الحالي العثور على سبل لموازنة احتياجات كل من الفراشات والبشر. والواقع أن تحدي الفراشات الملكية ما هو إلا فصل واحد من قصة تنتشر في جميع أرجاء الكرة الأرضية.
هل تدوم الغابات إلى الأبد؟
لا تعتبر الغابات بيئة معيشية للكائنات فقط، وإنما للبشر أيضًا. ذلك أن حوالي 1,6 مليار شخص يعتمدون على نحو مباشر على الغابات للحصول على الموارد مثل الطعام والوقود. تلعب الغابات أيضًا دورًا هاما في دورة الماء على الأرض، ذلك أن جذور النباتات والأشجار تحمي التربة من الانجراف في فصل الأمطار الكثيفة وبالتالي إعاقة مجرى الأنهار. يعتمد 7,4 مليار شخص على الغابات للحصول على الأكسجين اللازم للتنفس. إلا أنه في كل عام، يتعرض 150219كم مربع من الغابات إلى القَـطْـع. وهي مساحة تقارب مساحة دولة كاملة. ولحسن الحظ تباطأ معدل خسارة الغابات حتى عام 2010. وفي بعض الأماكن، يساعد البشر في إعادة زراعة الغابات.
إنقاذ الأنواع
الإفراط في الصيد، وإتلاف البيئة الطبيعية هي أمور من الممكن أن تؤدي في النهاية إلى انقراض الحيوانات. يقول العلماء: إن ما يقرب من أربعين في المائة من الضفاضع والبرمائيات الأخرى معرضة لخطر الانقراض.
يهدد بالانقراض كذلك 31% من أنواع الصبار، و26% من الثدييات و13% من الطيور، من بين أنواع أخرى. وتتطلب وقاية تلك الأنواع من الانقراض حماية بيئاتها الطبيعية ووقف التلوث، وتعزيز القوانين الصارمة لفرض الرقابة على صيد أو جمع هذه الأنواع. ومن الممكن أيضًا إنقاذ الأنواع المعرضة للإنقراض. كانت الحيتان الرمادية توشك على الانقراض منذ مائة عام تقريبا نظرًا لإفراط البشر في صيدها. ومنذ ذلك الحين تم سن القوانين لحماية الحيتان، واليوم يوجد ما بين 19 ألفًا و25 ألفًا من الحيتان الرمادية.
زراعة المستقبل
الأرض هي موطن لما يزيد على 8 مليار شخص. وبحلول 2050 قد يصل إجمالي عدد السكان 9,6 مليار، وهو ما يعنيالحاجة إلى مزيد من الطعام. يستخدم ما يقرب من 40% من سطح اليابسة في الوقت الحالي في زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات. والواقع أن تحويل المزيد من الحياة البرية إلى أراضٍ زراعية قد يؤدي إلى خساة البيئات المعيشية، وهو ما قد يحول العديد من الكائنات الحية إلى أنواع مهددة بالانقراض. والأنواع المهددة هي الأنواع التي تصبح نادرة للغاية، حتى إنها تكون معرضة لخطر الانقراض أو لخطر الذهاب بلا عودة.
من الممكن أن نزرع الطعام مع الحفاظ على الأنواع البرية في ذات الوقت، فبدلًا من قطع الأشجار وإقامة المناطق الزراعية مكانها، يمكن أن يقوم المزارعون بزراعة أشجار القهوة. على سبيل المثال بحيث تنمو في مناطق الغابات المطيرة المظللة. ويحرص الكثيرون على شراء القهوة التي تتم زراعتها في الظل للحفاظ على الغابات المطيرة.
إنقاذ البحار
تتعرض البحار والمحيطات لخطر التلوث، ففي كل عام يلقي البشر أطنانا من المخلفات البلاستيكية فيها. ونظرًا لتغير المناخ، أصبحت المحيطات أكثر دفئا وزادت معدلات حموضتها. كما أن بعض أنواع الأسماك معرضة لخطر الانقراض نظرًا للمغالاة في صيدها. فعلى سبيل المثال، يخرج 100 مليون قرش من المحيط في كل عام. وتساعد تلك الكائنات المفترسة في الحيلولة دون التزايد الكبير في عدد الحيوانات المفترسة الأصغر حجمًا. واليوم، يقوم العديد من الدول بتخصيص أماكن بحرية محمية للمساعدة في إنقاذ البيئة المعيشية للأسماك ومكافحة صيدها. كما يعمل الكثيرون على إبطاء معدل تغير المناخ ووقف التلوث الناجم عن البلاستيك.
أزمة المرجان
تمتلئ مناطق الشعاب المرجانية والأسماك. ويقول العلماء إن البيئة المعيشية الخاصة بحوالي 75% من الشعاب المرجانية المعرضة للخطر. تعاني الأسماك في مناطق الشعاب المرجانية من الإفراط في الصيد، حيث يتم اصتيادها للطعام أو الزينة. فعلى سبيل المثال، من دون أسماك الببغاء، التي تتغذى على طحالب الشعاب المرجانية. قد تنمو الطحالب بحيث تخرج عن السيطرة فتخنق الشعاب. تتلف الشعاب كذلك بفعل القوارب، ومعدلات الصيد والتلوث. كما أن التبييض هو أحد أعداء الأحياء البحرية، حيث تمرض الزوائد المرجانية، وتفقد الطحالب الملونة التي تعيش بداخلها والتي تصنع لها الطعام. وقد ينتج التبييض عن الماء الذي تزيد درجة حرارته أو ملوحته، أو الذي يتلقى الكثير من ضوء الشمس.