ما هي الثقوب البيضاء
بالطبع كلنا سمعنا عن الثقوب السوداء وقدرتها الهائلة على جذب الأجسام، لكن هل سمعت من قبل عن الثقوب البيضاء؟ قبل أن نتعرف على الثقوب البيضاء دعنا نتعرف على القليل عن الثقوب السوداء.
الثقوب السوداء
الثقوب السوداء هي من أكثر الظواهر الفلكية تفسيراً وإثارة للدهشة في الكون. تتكون الثقوب السوداء عندما ينهار نجم ضخم بشكل كبير في نفسه، مما يؤدي إلى تشكيل كتلة ضخمة تكون لديها جاذبية هائلة تمنع حتى الضوء من الهروب من قربها. تعتبر الثقوب السوداء غامضة للغاية، حيث يختفي أي شيء يقترب منها خلف حدود الحدث، وتظل العديد من أسرارها غير مفهومة بالكامل بالنسبة للعلماء.
تتميز الثقوب السوداء بخصائص فريدة، فهي تحتوي على ما يعرف بالهاوية الفعلية والذي يشكل نقطة مركزية تبدو لا حجم لها وتحيط بها قوة جاذبية هائلة. يؤثر هذا الجاذبية على الوقت نفسه، حيث يمكن أن يتباطأ الزمن بشكل ملحوظ قرب الثقب الأسود مما يؤدي إلى ظاهرة مدهشة تعرف بالتشوه الزمني.
تعتبر الثقوب السوداء مصدرًا هامًا للبحث العلمي، حيث تساعد دراستها على فهم الكون وتطوره بشكل أفضل. ومن المثير للاهتمام أنه بالرغم من قوة جاذبيتها الهائلة، فإن الثقوب السوداء لا تمتص كل شيء بلا استثناء، بل يمكن للمواد الغازية والمادة المحيطة بالثقب الأسود أن تتجمع حولها وتشكل ما يعرف بالقرص الحارق، وهو مصدر قوة هائلة من الإشعاع.
الثقوب البيضاء
الثقوب البيضاء هي مفهوم نظري في علم الفلك، وتعتبر جزءًا من نظرية الثقوب السوداء. تشير بعض النظريات إلى أن الثقوب البيضاء هي المرحلة النهائية للثقوب السوداء، حيث تكون نتيجة انتهاء عمر الثقب الأسود وتحلله ببطء.
وتعتبر هذه الظاهرة نادرة وغير مثبتة بالدليل اللازم، ولكنها تشير إلى فكرة مثيرة حول مصير الثقوب السوداء في نهاية المطاف. تثير الثقوب البيضاء تساؤلات كثيرة حول طبيعتها وكيفية تأثيرها على الكون والفضاء الخارجي، وهي موضوع بحث مستمر في الفلك والفيزياء الفلكية.
الثقوب البيضاء نظرياً
فرضية الثقوب البيضاء ظهرت كأحد حلول النظرية النسبية لأينشتاين، التي نصّت أن وجود الثقوب السوداء يحتِّم ما هو معاكس لها وهي الثقوب البيضاء ، ويكون الزمن فيها معاكساً للزمن في الثقوب السوداء، وهي مثل معادلة الجذر التربيعي للعدد التي حلّها يكون عدداً موجباً و آخر سالباً وكذلك النسبية فيكون حلها وجود ثقب اسود وثقب أبيض. وكالمعادلة لا يمكن أن يكون كافياً ذكر أحد العددين فقط ، أي أن أيّ ثقب أسودًا يجب أن يكون متصلاً مع ثقب أبيض.
مثال على معادلة الجذر التربيعي :25√= {+5 ، -5}
الدليل على وجود الثقوب البيضاء
الثقوب البيضاء ما زالت مجرد نتيجة للمعادلات ولم يتم رصد أي ثقب أبيض على الإطلاق . ولكن حصلت حادثة غريبة يوم 14 يونيو عام 2016، حيث رصدت وكالة الفضاء باستخدام التلسكوبات والمراصد انبعاثات بكميات مهولة من أشعة جاما التي لا يمكن أن تنتج إلا بسبب انفجار نجمي أو تكوّن سديم، والغريب في الأمر أنهم لم يجدوا أي أثر لتكون سديم أو لانفجار نجمي، وقد كانت الإجابة الأكثر منطقية بالنسبة لهم أن هذه الطاقة خرجت من ثقب أبيض.
كيفية تكون الثقوب البيضاء
المعلومات المتوفرة لنا أن الثقوب البيضاء مرطبة بنشأة الثقوب السوداء ولكن هل يعني هذا أن نشأته يجب أن تكون مرتبطة بنشأة الثقوب السوداء ؟
أحد الفرضيات التي تم طرحها هي كما يتكوّن الثقب الأسود من كتلة موجبة من النجوم فنظرياًّ يمكن أن تتكون الثقوب البيضاء عن طريق ضغط كتلة سالبة عملاقة، لكن لم يتم العثور على أي كتلة سالبة في الكون حتى الآن. وبالرغم من أنّ الأبحاث في هذا المجال تثبت أنه يمكن وجود الكتلة السالبة ، إلا أنها ما زالت مجرد احتمال.
المسار دودي
المسارات الدودية هي نظرية في الفيزياء النظرية تقترح وجود ممرات فضائية تربط بين نقاط مختلفة في الكون. تشير النظرية إلى أن هذه المسارات تعمل كجسور مختصرة تسمح للجسيمات بالانتقال بين نقاط بعيدة في الكون بسرعات تفوق سرعة الضوء.
ترتبط المسارات الدودية بنظرية الثقوب البيضاء من خلال فكرة استخدامها كممرات للهروب من داخل الثقوب السوداء. وفقًا لهذه النظرية، يمكن للجسيمات أو الأشياء التي تسقط داخل الثقب الأسود أن تنتقل عبر المسار الدودي وتخرج من ثقب أبيض في نقطة مختلفة من الكون. تبقى هذه النظرية مجرد فرضية نظرية حتى الآن، ولم يتم إثبات وجود المسارات الدودية أو الثقوب البيضاء بشكل مباشر.